حوار طبقي: أرستقراطي وكادح"
تعمل الطبقات المسيطرة أو الأوليغارشيات الارستقراطية في مجتمع ما على احتكار المال وإقصاء الآخرين منه، ومن وسائل احتكار الإنتاج اللجوء إلى اديولوجيات ومفاهيم قد تكون دينية أو عصبية أو عرقية.. تكون مغلوطة وإشاعتها في إيمانيات المجتمع بغرض أفيوني أو فرض سلطة الخيال للتحكم في الواقع.
يقول كادح لصديقه في المقطع الثاني: أنا لعين (يريد أن يقصد كادح) ولكن لدي قلب: يعني لم أسقط من حاله الوعي بإنسانيتي بذاتي بمحيطي بواقع،. وذاك يكون أكبر شيء يهدد الجشع والمتسامون والوفقيون والعنصريون والآبارتايديون المرضى بنزعات تشبه النازية والفاشستية في دولة ما أو مكان ما داهل مجتمع أو تجمع أو طائفة ما: إن القلب الكائن والموجود في هذه الأسطوانة التي تدور في حلقة لا تصلح بأبعادها للإنسانية هو القلب الواعي سواء بذاته كإنسان في إطاره الفردي أو الجماعي، وهو الوعي بضرورة التخلص من أي منظومة تشيؤك تستعملك تجعلك مجرد رقم أو عبد أو حيوان بلطجي أو مجرد تائه بلا قرار ولا هدف. وهناك يكمن الفرق بين الكادح الذي لم يفقد قلبه وبين الكادح اللعين الذي فقد وعيه في مدار ومجرى تلك الأسطوانة التي أفقدته وعيه بالذات والمحيط والمستقبل والعمق الإنساني على هذه الأرض وفي هذا الكون، وذلك كما هو محاك في المقطع الثاني. وفي المقطع الأول تحاول الأرستقراطية إقصاء الكادحين من عنصر الحق في المال كضامن لمستوى عيش مستحسن وإبعادهم من تفعيل وإفعال المادة بإبعادهم عن التفكير بها وبأهميتها وأن يكون فاعلين فيها وبصناعتها وتحديد مسار دورانها.
وهذا ما أشار إليه ماركس بأن الصراع الواعي هو صراع طبقي أما غيره هو صراع لا عقل-أفيوني متخلف لاواعي كباقي الصراعات الموروثة عن التخلف غير الحضاري كالصراعات القبلية والعرقية والدينية والطائفية.
لأن الإنسان واحد يترنح في معادلة صراع النفود والسيطرة على المادة واستعمال وسائل الإنتاج يجعله بين السيد والعبد، وللخروج من هذه المعادلة يجب أن يعي الإنسان جيدا بقيمة الحرية الحقيقية والخروج نن أي دائرة تشييئية ولن يتأتى ذلك له إلا بإسقاط كل امتياز وراثي أو طبقي أو عرقي أو ديني... لن يتأتى إلا مع ضمان حرية المبادرة وتكافؤ الفرص والمساواة المطلقة وقيم العدالة الضامن الحقيقي لتطور الحضارة الإنسانية أن تكون بناءة وقوية كي تتشرب بإشعاع الخير ومنها ينطلق ذلك الإشعاع الحضاري إلى الفضاءات الأخرى..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
كل منا يسعى بدون حواجز أن يكتب ويقول ما يشاء.
في تعليقك هنا اكتب ما شئت وعبّر عما شئت.. واعلم أن كلماتك تعبر بشكل أو بآخر عما لديك في ضميرك وعقلك وقلبك..
تقول الحكمة القديمة: تكلم حتى أراك!
مرحبا..