قال أحد الشّيوخ الحكماء في آوخر عمره لأحد أبناءه:
يا بني ذقت من الطيبات فلم أذق
أطيب من العافية.
وذقت المرارات فلم أجد أمرّ من
الحاجة إلى الناس.
ونقلت الحديد فلم أجد أثقل من
الدّين.
وتوحشت في البريّة والجبال، فلم
أرَ أوحش من قرين السّوء.
ورأيت الأغنياء فلم أجد أغنى من
قناعة النفس.
وأكلت الصّبر وذقت الأذى فلم أر شيئا أمرّ وأرذل من خسيس النّفس.
- عاداني الأعداء فلم أجد أعدى
من نفسي إذا جهلت.
ولبست الثياب الفاخرة فلم ألبس
شيئا أجمل من التقوى.
وعرفت أشكال النّساء فلم أجد
أجملَهنّ قيمة، هي الأكثر عفّة واحتراما لنفسها بين النّاس.
أسوأهنّ الرخيصات لمن جاع وباع،
وأعظمهنّ الجميلات العفيفات، وذلك كنزٌ لا يباع ولا يشترى... فاظفر بها
فهناك تربث يداك.
يا بنيّ اعلم أن الضمير المطمئن
خير وسادة للرّاحة.
وأن أموال الجبين الحلال مهما
قلت فهي فُسحة في الخير والبركة، ونور في الوجه، وعلوٌّ في النّفس، وصحّة في الجسم
والبدن.
وأموال الحرام مهما كثرت فهي سقم وعلّة في القلب
والبدن. وغمٌّ وهمٌّ، وفساد الحياة الدّنيا وخِزيٌ في حياة الآخرة.
تذكر دائما أن عظَمة عقلك تخلق
لك الحُسّاد.. وعظَمةُ قلبك تخلق لك الأحبّاء.
واعلم أن الحياة سلسلة يشد
بعضها بعضا، وأن قوة السلسلة تقاس بقوة
اضعف حلقاتها، واعلم أن الفقر فقر العقل
والنفس والروح، فتفقد حلقات سلسلتك كل يوم وكل مساء، ولا تنسى النظر إلى السماء
ليثبت الله أقدامك عليها.
فمن يعيش بوجهين يموت لا وجه له.
وعندما يقول لك لِسانُ إنسانٍ أنه يحبّك
مثل أخيه، تذكر قصّة قابيل وهابيل.
لا تتكلم وأنت غاضب.. فستقول
أسوأ حديثٍ، قد تندم عليه بعد التعقل طوال حياتك.
تجنب من النّاس خفيف العقل وسَيء
المعشر.
سجّل عندك أن الرجولة مبادئ، أخلاق ومواقف، شرف وتسامح، عطاء وعزّة نفسٍ وصفــاء روحها.. هي كذلك معــاني الرجولة، تعيش مراحل الخطر في أزمنة الكارتونات وأمراض الذيـوت!
"محمد بوعلام عصامي"
ملحق: معاني الرجولة