حديث الوغى: الحب في زمن الهمجية..
الهمجية سليلة الديكتاتور
_____________________________
جميلة أنت كوطن حر
يتدفق من عينيك إلهام سقفه كسماء وطن متحرر
متحرر من كل العقد والأبهات
أنت امرأة زمانها ليس بالساعات والأيام
قولي لي
كيف أثابر في وغى الحب
في وطن غير حر؟!
قولي لي
وحبك كبدر الدجى في قلبي
كبدر الدجى بين قيود العتمات والخوف
كوحي يلهمني
كرياح غربية تحمل البشرى
وتحمل الشوق والأمل
إلى قلب شقي تعيس
كريح تطل على سجين
في عزلة سجنهم القاحل من كل شيء
إلا أشواك وعربدات وضجيج الديكتاتور
وما يصنع العبيد
بين المآسي يهب حبك كبشرى النبوءة
مع طلائع رياح التغيير
كالسلوى وإلإلهام
على قلب يأبى حياة الحفر..
قولي لي
ما الدنيا بلا حب
وما الحب بلا حرية؟
كوطن معتقل
كأسير معتل
قولي لي
ما الكلمات بلا معاني عندما اغتالوا القيم؟
كقلم بلا حبر
قولي لي
إين المفر والقيود بين جوانحي؟
كطير جريح
قولي لي
كيف يرحل عقلي خارج العتمات
لأحيا بالحب بلا ضجيج الحشرات
ولا عيون كالإبر.. تمقت الحب
وتغتال المعاني
قولي لي
أينبغي لنا في هذا الواقع أن نجهض الحب!
أينبغي أن نجهضه في ربيع قلبينا؟
كي نعده للوغى في زمن الجفاء
في زمن التراجيديا والمأساة
وسكاكين الديكتاتور
تُقطِّع القلوبالتي تتنفس الأنوار
ويغتال الحب فينا كل يوم..
كأنها حرب علينا في كل شارع ومدشر
ويغتال الحب فينا
في كل حانة ومسجد وكنيسة ومعبد
يغتاله في كل منبر وفي كل زقاق
يغتال الحب فينا في كل قناة وعنبر
وفي كل زاوية أعدوا مخفرا وضبعا مخنفر!
وبلطجيته تهرول كالسلوقي أمام كل مشردة شردتها همجية الديكتاتور
يسمونها بالهاربة
بلطجيه يكسو عيونها جهل وحقد
ويطبع سمات ملامحا الأوساخ
جماجمهم ملؤوها بالخراء
تلك هي جنود الديكتاتور
يتعود منها الشيطان فهو أطهر من أوساخها
قذارات تمشي في الأرض
أسلوبها كأسلوب الضباع
أنتجتها أيادي الديكتاتور
أياد حمراء وسوداء
تتقطر شرا..
تتقطر قذارة
كمراحيضهم تفوح رائحتها كالجثث
لا طقوس فيها للتراب ولا للمدفن..
خراء الديكتاتور فيها أقدس منهم
ويطلون به كل إنسان يتطهر ويتحرر
قولي لي
أأترك قلبي للحب أم للوغى أمام هذا المشهد؟!
قولي لي
وشياطين كلاب الديكتاتور تغتال فينا
كل بذرة حب تطفو في حب الوطن
جعلوه كالسجن
كالرجل المخنوق
كالأبي المغتال
كالأسير في المستنقع!
وطن يتراقص فيه العبيد كالدجاج
ويهرول فيه المحتال وراء غنيمة الفتات
كالبهيمة
كالسلوقي كالحيوان..
يتبجج فيه كل ضبع
في زمن الديكتاتور والاحتلال
بعد اغتيال نبل الفهود ونبل الحصان
قولي لي
أفي زمن الهمجية سليلة هذا النوع من الديكتاتور
ينبغي لجنود الحرية أن تجمد في قلوبها طهارة الحب؟!
أو ترحله في مهد الوادي
كي يحيا ويترعرع حرا أبيا
بعيدا عن حقد الديكتاتور في صناعة الهمج!!
وأني لممسك بتلاد حبك
في ربيع قلبي
أمشي به وأحيا
بين وغى هذه الحياة
كمشوار عربات الغجر
أناور المأساة
كي يحيا حبك في كنف قلبي
حيث هنا يجهضون الحرية
ويغتالون الحب
ويرشقون الصامدين
في كنف الديكتاتور
في طقوس الرجم
حجارتها الجهل
وطاقتها أجيج من الشر والبغض
يسطرها ديكتاتور مهلوس
يقدس نفسه
وهو يتغوط.. على ربيع القلوب
ولكنه لا يدري أن في قلوبنا بذور
فإن اغتالونا
يحيا بعدها الحب
وتلك من أسرار الوجود
لا تدركها عتمات الديكتاتور
كما لن يدرك معاني الحب والحرية والأنوار
لأنه ابن العتمات
فيها يحيا ويعيش ويتطفل ويعشش
ويسرق ويغتال..
لذلك يهوى العتمات
التي يعُيِّش له فيها العبيد والعياش
وتلك جنته
حيث معششة الجهلاء
وجهنم الأحرار!
قولي لي
ألم تري الديكتاتور يلاحق الأحلام
وينبذ الحب؟
فلماذاا تسألين قلبي في زمن الوغى عن الحب؟
ألم تريه يكسر أجنحة الحرية؟
كالغول الفاحش
فقولي لي كيف أحبك بلا أكسجين الحرية!
قولي لي قولي لي قولي كيف؟
أو قولي لي أن اذهب
كي يكون قلبي طليقا من حبك
في وغى انتزاع الحرية
من اخطبوط همجية الدكتاتورية
حينها فقط يمكن أن نحيا الحب
حبا مقدسا
في أنوار الوجود
أو نموت ونحن نحاول
حب لن يتأتى إلا في أنوار الحرية
سقفه كسقف السماء
لا حدود فيه ولا أشواك
نحن من يرسم فيه قدرنا
بعيدا عن القذارات
عندما تسقط مخالب الديكتاتور
سيزهر الربيع
وربيع قلبينا
من ربيع الوطن
والكون..
احتفاءا بالحرية
وتلك هي الجنة..
جنة الأرض
التي يصنعها الإنسان
في درب التبانة
حرية كصفاء الحليب
فقولي لي كيف يعيش هذا الإنسان
على هذه الأرض إنسانا
خارج درب الحب والأنوار
كيف يحيا في العتمات
وكيف أحلق أنا على درب حبك
بأجنحة منكسرة
سقطت بكياني أسفل السافلين
حيث براتن الديكتاتور وصنيعه كن الهمج!
براتن تقتات وتتغول وتتوغل
في إجهاض الحب والحرية!
وتلك قبضة الهمجية
وعتمة الديكتاتور
من سلسلة الهمج والذين يكرهون الأنوار
قولي لي ماذا أفعل؟
ماذا يمكنني أن أفعل؟
غير تجميد هذا القلب في هذا الشرط
في زمن الهمجية
زمن كسَر عقاربَه ديكتاتور الخرافة والسلطعون
قولي لي وخبريني بتلك المعاني
فأنا أتنفس حرية وأحيا بالقيم العلا
التي نحيا بها في منازل الإنسان
ونرقى بها عن مرحلة البشر.. البشر الحيوان
قولي لي كيف أفعل
وأنا أشعر بحبك كتليد بين جوانحي
بين عتمات الديكتاتور يسودها حقد ووحشية..
قولي لي كيف أواجه هذا الكم الهائل من الوحشية
بقلب يحمل تلاد الحب الرؤوف؟
خذي قلبي إذن
واتركي عقلي وجسدي وكلماتي للوغى
من أجل بلوغ بيت الفصيد
بيت نشيد الحرية
فالنشيد نشيدنا
نحن من يكتبه نشيدا أزليا
حيث تدرك النور الأبصار..
نشيد مقدس كقبس الخالدين في الأنوار
لأنه سُطر بدماء السجناء والشهداء والأحرار
لا لا.. لن أتنازل
لن أتنازل وأغني معهم أنشودة العبيد
أنشودة رديئة
كضجيج الغربان
كرقصة الأخطبوط عندما يتغوط
قولي لي
أن الحب والحرية واحد لا يتجزآن
وأنا وأنت واحد في ظلال الحب والحرية
قولي لي أن حياة الأحرار وحدها من تدرك الحب
وهو ما لا يدركه الديكتاتور
ولا عبيده
عبيد العتمات في الحفر..
فما الحياة يا حبيبتي بلا حرية؟
قولي لي
ما الحياة بلا حرية؟
ما الحياة بين عتمات الأغلال والقيود؟
قولي لي
أ الحب أولا أو الحرية؟
أم كلاهما معا لا ينفصلان؟
إني في دربهما قادم
أركض أو أمشي أو أحبو
لا لا.. لن أتخلف
__________المدون محمد بوعلام عصامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
كل منا يسعى بدون حواجز أن يكتب ويقول ما يشاء.
في تعليقك هنا اكتب ما شئت وعبّر عما شئت.. واعلم أن كلماتك تعبر بشكل أو بآخر عما لديك في ضميرك وعقلك وقلبك..
تقول الحكمة القديمة: تكلم حتى أراك!
مرحبا..