simo.boualam@gmail.com

مساحة، لأكتب ما أريد!

إنسان، ومدون حر، لا أتاجر ولا أتسول ولا أبيع ولا أشتري ولا أتملق في سوق البشرية!! فقط أنا هنا أعيش من أجل الحرية والسلام والحياة الجميلة بذوف رفيع، هنا أكتب ما أريد.

أقاوم البشاعة بقيم الجمال في الحرية والإنسانية.

_____________________________________

هذا المدون كان(Agnostic) "لا أدرياني"، أو ربما ملحد، ولكن الثبات أن أبقى متشبثا بقيم الحرية والعدالة الاجتماعية مناهضا لكل أشكال العبودية والهمجية والعنف، أحيا إنسانيتي محبا لقيم الخير والسلام والعدالة،

simo.boualam@gmail.com

2018/12/01

مما قرأت (رواية الجوع)


Hunger 
الجوع؛ تعتبر رواية الجوع من أفضل روائع الأدب العالمي،  للكاتب النرويجي كنوت همسون، صدرت عام 1890.
اعتبرت من الرويات التي بصمت في الأدب العالمي مطلع القرن العشرين. 
تصور الرواية المعاناة الإنسانية والجانب المظلم في المدينة الحديثة من القرن العشرين..

كتبها همسون بعد عودته من جولة مشؤومة في أمريكا، وهي  تستند  إلى حياة الكاتب الشخصية، تقع أحداث الرواية في أواخر القرن التاسع عشر في أوسلو، وتروي مغامرات شاب مثقف وجائع وتائه في مدينة عملاقة، لم يتوفق في نشر مقالاته الأدبية، بسبب وضعية الجوع الهدامة التي كان يعاني منها.. وإذ كان يحاول عبثاً في كل لقاء  الحفاظ على مظهر خارجي من الاحترام، إلا أن تدهور وضعه الذهني والجسدي كان يوضح حالته الرثة بالتفصيل التي يرثى لها، في مجتمع آنذاك تطغو عليه الشكليات والسطحيات وبرتوكولات المظاهر الخداعة..

 ما زاد الطين بلة، أنه لم يكن يتقن مهنة حرفية،  حيث كان يتوقع ان يكون صحفيا وكاتب مقالات جيد، وغالبا كان لا يتوفق بنشر مقالاته وبيعها لجريدة ما، بسبب شدة الجوع وحالة التيه وقساوة الواقع والعزلة التي عانى منها كقادم جديد في مدينة صناعية عملاقة حديثة، مصورا الخلفيات لما وراء أضواء المدينة العملاقة،  لفئات كثيرة من المجتمع الهامشي، مسلطا عليها الضوء من الجانب الإنساني،  في مكينة  عملاقة تسير كالفيل ولا تكترث إلا بالعملاقة في سيرورة  ميكانيزماتها،  هذه المدينة الحديثة والعملاقة حيث البروليتاريا، والبساطة والعمالقة  بَصمت ملامح حضارة القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، في صراع انبثق بين البروليتاريا والبورجوازية الأوروبيتين في منظومة الرأسمالية الغربية، صراع مرير جدا، انتهى بفرض الطبقة الكادحة والبروليتارية اعتبار إنسانية البسطاء إلى حد ما، إلى ما يشبه الحد الأدنى من الضمانات الاجتماعية والحقوقية والإنسانية،  في هذه المكينة الرأسمالية الغربية العملاقة.
ولكن هذا الوضع الذي عبرت عنه رواية الجوع وقصة المعطف لنيكولاي غوغول، هو وضع اجتماعي مازال قائما وأكثر وحشية في عدة مواقع متخلفة من دول العالم الثالث...

 رواية الجوع تشبه من حيث نبضها الإنساني قصة "المعطف" للروائي الروسي الكبير "نيكولاي غوغول"، نشرت سنة 1842، التي تحكي قصة موظف حكومي  بسيط مع معطفه، كان يعمل كخطاط، وهي قصة ذات بعد إنساني عميق،  بنفس ملامح ونبض رواية الجوع.
قصة الجوع ثم المعطف،  التي قال عنها الروائي الشهير تورغينيف: "كلنا خرجنا من معطف غوغول"... 
رواياتان  جذيرتان بالقراءة والتأمل.
رواية الجوع هي تعبير أدبي عن عنف الجوع ضد بإنسانية الإنسان، الذي يتبلور في عنف المدينة الصناعية الحديثة.
و إذا لم تلتفت السياسات الاجتماعية المعاصرة  ستبقى المدينة العملاقة بؤرة من بؤر إنتاج العنف بشتى أنواعه، عنف الغيتو، وعنف الضغوط اليومية المستمرة والمتراكمة.. وعنف العطالة وعنف التمييز الطبقي واللوني والعرقي والثقافي والجنسي.. المدن المتقدمة هي التي وعت بحدة المسألة وعملت على استعاب كل الفئات الهشة أو المهددة بنهج سياسة العدالة الاجتماعية وترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص والحق في العيش الكريم وغيرها من الحقوق المدنية التي لا يمكن أن يحيا الإنسان إنسانا متقدما بدونها.

Hunger, 
Novel by Knut Hamsun
The novel has been hailed as the literary opening of the 20th century and an outstanding example of modern, psychology-driven literature...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كل منا يسعى بدون حواجز أن يكتب ويقول ما يشاء.
في تعليقك هنا اكتب ما شئت وعبّر عما شئت.. واعلم أن كلماتك تعبر بشكل أو بآخر عما لديك في ضميرك وعقلك وقلبك..
تقول الحكمة القديمة: تكلم حتى أراك!
مرحبا..

;