وأنا اتصفح بين الخطوط العنكبوتية أثار انتباهي قول من العصور الوسطى "لمحي الدين بن عربي"، وقد أعجبت بقوله شديد الإعجاب، فهو سابق لعصره في زمن الحروب وشيطنة الجماعات والشعوب، ونفي الإنسانية عن الإنسان في زمن إحراق الرأي والعلوم..لم أجد له مثيلا لا في الشمال ولا في الجنوب.
نختار لكم من دروس وثقافة التسامح، وإن صحّ القول في إطار"عولمة إنسانية" حقيقية، قلّ نظيرها، تُنشد التضامن والتعاون والإحترام المتبادل، أكثر من الحقود والإقصاء ونفي إنسانية الإنسان عن نظيرك في الخلق والإحساس..
يقول "محي الدين بن عربي" الذي نهل من حضارة الأندلس حظا وفيرا:
لقد كنت
قبل اليوم أنكر صاحبي إذا لم يكن ديني إلى دينه دانـــي
وقد صارقلبي قابلا كلّ صورة فمرعى لغزلان و ديرٌ لرهبــان
وقد صارقلبي قابلا كلّ صورة فمرعى لغزلان و ديرٌ لرهبــان
وبيتٌ لأوثان وكعبةُ طـــائــفٍ وألـواح توراة ومصــحفُ قرآن
أُدين
بدين الحُبّ أنَّــى توجَّهَتْ رِكاَبُه فالحبُّ دينـي وإيمانـــــي
عبارات تحمل مفاهيم عندما أنهيت قراءتها فهمت أنها مفاهيم جاءت في أواخر عمره كخلاصة حياة وحكمة بلغت من السمو منزلة عالية، وقد عنونتها ب "قصيدة محي الدين بن عربي: معاني عميقة يستنتجها الحكيم من عصارة حياة"