مجرد رأي
عرفت تركيا تعديلا دستوريا جديدا، يحصر مهمة الجيش التركي المشهور بانقلاباته على حكومات منتخبة وتدخلاته في الشؤون السياسية للمؤسسات المدنية، "بحصر مهمته" في حماية البلد من الأخطار الخارجية فقط.
وفي اتجاه بوصلة أخرى، يبدو أنه ليس من السهولة جدا أن تفهم الأطياف السياسية للعالم العربي،على الأقل على المدى القريب أن السبيل الوحيد للوصول للسلطة هو  "صندوق إقتراع شفاف ونزيه "، وهو أيضا الباب العادل و المثالي الوحيد للإطاحة بالسابق وصعود المشروع اللاحق، تحت ظل مؤسسات مدنية مستقلة عن أي تدخل عسكري أو كهنوتي في مسارها السياسي المستقل، والذي يجب أن يخضع بالكامل لإرادة الشعب عن طريق ميكانزمات تمثيلية في المسار الديموقراطي الحر والنزيه.
وفصل السلطات هو إحدى مبادِئ الديمقراطية، فهو النموذج الحثمي لنجاح الحكم الديمقراطى، هذا النموذج الذي يعرف أيضا ب Trias Politica.
يبدو أن جنون الإنسان العربي في عشق السلطة والتسلط، يعمي مسؤولي الجيش والمؤسسة العسكرية في هذا الركن المضطرب من العالم عن فهم أن التدخل العسكري في الحياة السياسية للمواطن، وخروجها عن العقل المدبر للمؤسسة المدنية لحكومة الشعب، هو خروج عن الدور المنوط بالمؤسسة العسكرية في حماية الوطن من الإعتداءات الخارجية أو التدخل أثناء الكو ارث الطبيعية، وبالتالي هو تحول الى خلايا سرطانية،فيخرب ويضر الوطن ولا ينفع، فينتشر الفساد ويعيش البعض على أكل البعض الآخر، فيضيع الإنسان ويضيع الوطن، ويبقى الفساد معشّشا في خلايا الأنانية.
هذه حكاية فرعون الذي مات منذ آلاف السنين في هذه البقعة، ولكن دون أن يتم القضاء على داء الفرعونية.


يقول أبارهام لنكول حكومة الشعب، بالشعب... وللشعب.
خلاصة القول نتمنى من العالم النزيه أن يدعم المسار الديموقراطي الهش بالعالم العربي، هذا المولود الجديد، الذي نتمنى له أن يعيش وأن يترعرع إلى أن يشتد عضده، لما فيه خير للأمة والشعب وتطور حقوق الإنسان.. ذلك الإنسان الذي يلزمه الكثير كي يتشبع من جذور ومعاني الإنسانية أكثر..
والله ولي التوفيق
_______________________
   محمد بوعلام عصامي
   simo.boualam@gmail.com